Admin المدير العام
مصر : الابراج : عدد المساهمات : 104 نقاط : 37626548 تاريخ التسجيل : 04/08/2014 العمر : 46
| موضوع: أهمية الدعاء بأدعيته عليه الصلاة والسلام الأربعاء أغسطس 06, 2014 9:42 pm | |
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
أهميَّةُ اتباع السنة في الدعاء وكما أنَّ الدعاءَ يُشترطُ فيه إخﻼصُه لله عزَّ وجلَّ ليكون مقبوﻻً عنده، فكذلك يُشترطُ فيه المتابعةُ للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ إذ إنَّ هذين اﻷمرين ـ أعني اﻹخلاصَ والمتابعةَ ـ هما شرطَا قبول اﻷعمال كلِّها، فﻼفلا قبول ﻷيِّ عملٍ من اﻷعمال إﻻَّ بهما، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ((دين الله أخلصُه وأصوبُه، قيل: يا أبا علي، ما أخلصُه وأصوبُه؟ فقال: إنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لَم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لَم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالصُ ما كان لله، والصواب ما كان على السنة)).
وقد جاءت السنةُ النبوية بالهدى المبين والسَنن القويم والصراط المستقيم، الذي ينبغي أن يكون عليه المسلم، سواءً في الدعاء أو في غيره من اﻷعمال التي يُقصد بها التقرُّبُ إلى الله. فالمشروع للمسلم هو أن يذكرَ اللهَ بما شرع، وأن يدعوه باﻷدعيةِ المأثورة؛ ﻷنَّ الذِّكرَ والدعاءَ عبادةٌ، والعبادةُ مبناها على اﻻتِّباع للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال شيخ اﻹسﻼم ابن تيمية رحمه الله: ((ﻻ ريب أنَّ اﻷذكارَ والدعواتِ من أفضل العبادات، والعباداتُ مبناها على التوقيف واﻻتِّباع، ﻻ على الهوى واﻻبتداع، فاﻷدعيةُ واﻷذكارُ النبويَّةُ هي أفضلُ ما يتحرَّاه المتحرِّي من الذِّكر والدعاء، وسالكُها على سبيل أمانٍ وسلامة ... وما سواها من اﻷذكار قد يكون محرَّماً، وقد يكون مكروهاً، وقد يكون فيه شركٌ ممَّا ﻻ يهتدي إليه أكثرُ الناس، وهي جملةٌ يطول تفصيلها.
وليس ﻷحدٍ أن يَسُنَّ للناسِ نوعاً من اﻷذكار واﻷدعيةِ غير المسنون، ويجعلَها عبادةً راتبةً يواظب الناسُ عليها كما يُواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداعُ دينٍ لَم يأذن الله به، بخﻼف ما يدعو به المرءُ أحياناً من غير أن يجعله للناسِ سنة، فهذا إذا لَم يُعلم أنَّه يتضمَّن معنى محرَّماً لَم يُجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك، واﻹنسان ﻻ يَشعرُ به، وهذا كما أنَّ اﻹنسانَ عند الضرورةِ يدعو بأدعيةٍ تُفتحُ عليه ذلك الوقت فهذا وأمثالُه قريب. وأمَّا اتِّخاذُ وِرْدٍ غير شرعيٍّ، واستنانُ ذِكرٍ غير شرعيٍّ فهذا مِمَّا يُنهى عنه، ومع هذا ففي اﻷدعيةِ الشرعية واﻷذكار الشرعيةِ غايةُ المطالبِ الصحيحةِ، ونهايةُ المقاصدِ العلية، وﻻ يَعدلُ عنها إلى غيرها من اﻷذكارِ المُحدَثةِ المبتَدَعة إﻻَّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو مُتعدٍّ*****)). اهـ كلامه رحمه الله.
فالخيرُ كلُّ الخير في اتِّباع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واﻻهتداءِ بهديِه وترسمِ خُطاه، ولزوم نهجه، فهو القدوةُ ﻷمَّته، واﻷُسوةُ الحسنةُ لهم، وقد كان أكملَ الناس ذكراً لله، وأحسنَهم قياماً بدعائه سبحانه. ولهذا فإنَّ مَن اجتمع له في هذا الباب لزومُ اﻷذكار النبوية واﻷدعية المأثورة مع فهم معانيها ومدلوﻻتها، وحضورِ القلب عند الذكرِ والدعاءِ بها، فقد كمل نصيبُه من الخيرِ وعظم حظّه من السداد. | |
|